الأصول الشركية لنجمة داوود

النجمة السداسية رمز مشهور في زماننا، وتُعرف أيضًا باسم (نجمة داوود).

ولكن من المثير للإهتمام عدم وجود نص توراتي أو تلمودي يربط داوود عليه السلام بأي نجمة، ولا أصل لها فيهما البتة. [١] ووفقًا لصحيفة (هاآرتس) فإن النجمة السداسية لم تكن مرتبطة بالديانة اليهودية في البداية، ولكن اليهود تبنوها فيما بعد.

وأول ذكر لارتباط النجمة باليهود كان عام ١٣٥٤م.[٢]

وأيدت مجلة (سميثسونيان) صحيفة (هاآرتس) في حقيقة أن النجمة السداسية لم تكن الرمز الأول المرتبط باليهودية ولا الوحيد. [٣]

وقد أيّد (المجلس اليهودي للتعليم) أيضًا هذه الفكرة.[٤]

ووفقًا للكنيسة الميثودية المتحدة، فإن النجمة السداسية تُسمّى نجمة الخالق. أما عند اليهود فزوايا النجمة الستة تمثل ست صفات للإله هي: الحكمة، والعظمة، والقوة، والمحبة، والرحمة، والعدل. ووفقًا للنصارى فهي تسمى نجمة الخالق، وتمثل أن كل إقنيم من الثالوث كان متواجدًا وقت الخلق، ويُعَبَّر عن الثالوث بثلاثة أضلاع متساوية، دلالة على عدم تفوق أقنوم على آخر. [٥]

ووفقًا للموسوعة اليهودية العالمية، فإن النجمة السداسية كانت معروفة لدى المصريين القدماء الذين كانوا يعبدون الشمس.[٦]

وقد كتب العالم الإسرائيلي (غرشوم شوليم) ورقة علمية بعنوان (التاريخ المحير للنجمة السداسية: كيف صارت نجمة داوود رمز الديانة اليهودية)[٧]،

وقال فيها:

“في الحقيقة، إنّ النجمة السداسية ليست رمزًا يهوديًّا، فضلًا عن أن تكون هي الرمز البارز للديانة اليهودية، وهي لا تحمل أيا من المعايير التي تجعل من الشيء رمزًا في طبيعته ونشأته، ولا تمثّل أي “فكرة”، ولا تستحضر أي معنًى قديم متجذّر في خبراتنا، ولا تختصر أي واقعٍ روحانيّ توصله إلى الناظر إليها حين يراها، ولا تذكّرنا بأي شيء في تراثنا التوراتي واليهودي الرباني”.

فما معنى النجمة السداسية؟ ومن أين أتت؟

تدعي مصادر أكاديمية أنها أتت من البابليين المشركين والمصريين والآشوريين. عبد بنو إسرائيل “نجوم/كواكب آلهة” من مثل (رِفَانَ)[٨] و(وَكَيْوَانَ) [٩]، التي كانت تُمثّل بنجوم خماسية أو سداسية.

تأمل النص التوراتي التالي، ولاحظ توبيخ الناس الذين عبدوا (كواكب آلهة):

“بل حملتم سكوت ملككم وكيوان كوكب إلهكم ذينك التمثالين اللذين صنعتموهما لكم”. [Amos 5:26][10]

وأيضًا:

“فقد حملتم خيمة مولك وكوكب إلهكم رفان التمثالين اللذين صنعتم لتسجدوا لهما. فسأجليكم إلى ما وراء بابل”. [Acts 7:43][11]

النجمة السداسية موجودة لدى الهندوس أيضًا (وتسمّى “شاتكونا” وتمثل “شيفا” و”شاكتي”)، ولدى البوذيين أيضًا (إذ إن “فاجرايوغيني” -وهو إله بوذي- يرمز له بمضلع سداسي).[12]

يستعمل أيضًا عبدة الشيطان والمنجمون النجمة السداسية في طقوسهم.

وفي الهندوسية يمثل المثلث الذي رأسه لأعلى العضو التناسلي الذكري، والمثلث الذي رأسه لأسفل العضو التناسلي الأنثوي.[13]

ومن المثير للاهتمام استعراض الكنيسة الكاثوليكية بجرأة النجوم السداسية.

القيمة العددية للنجمة السداسية هي (666) تعبيرًا عن احتوائها على ستة رؤوس وستة مثلثات ومضلع سداسي. وإذا دمجت مثلثين أحدهما عادي والآخر مقلوب تحصل على النجمة السداسية.[14]

وقد استعمل المنجمون البابليون النجمة السداسية في عبادتهم الشمس، وقسموا السماء إلى 36 كوكبة نجمية، هذه الكوكبات كانت مرسومة في تمائم يرتديها الكهان الوثنيون، وتسمى التميمة خاتم سليمان أو خاتم الشمس، وتحتوي على الأرقام من 1 إلى 36، وكانوا يزعمون بأنهم يستطيعون معرفة الغيب باستعمالها، ومجموع الأعداد في كل عمود على التميمة أفقيًّا وعاموديًّا هو 666. [15]

إنّ عبادة الشمس مرتبطة بعبادة الشيطان. تأمل هذا الحديث النبوي الشريف الذي يصف فعل الشيطان حين طلوع الشمس وحين غروبها:

“وَقْتُ الظُّهْرِ إذا زالَتِ الشَّمْسُ وكانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، ما لَمْ يَحْضُرِ العَصْرُ، ووَقْتُ العَصْرِ ما لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، ووَقْتُ صَلاةِ المَغْرِبِ ما لَمْ يَغِبِ الشَّفَقُ، ووَقْتُ صَلاةِ العِشاءِ إلى نِصْفِ اللَّيْلِ الأوْسَطِ، ووَقْتُ صَلاةِ الصُّبْحِ مِن طُلُوعِ الفَجْرِ ما لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فإذا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فأمْسِكْ عَنِ الصَّلاةِ، فإنَّها تَطْلُعْ بيْنَ قَرْنَيْ شيطانٍ”.[16]

وفيما يلي شرح ابن حجر -رحمه الله- قول الرسول -صلى الله عليه وسلم- (بين قرني شيطان):

“وقرنا الشيطان جانبا رأسه، يقال إنه ينتصب في محاذاة مطلع الشمس حتى إذا طلعت كانت بين جانبي رأسه لتقع السجدة له إذا سجد عبدة الشمس لها وكذا عند غروبها، وعلى هذا فقوله: (تطلع بين قرني الشيطان) أي بالنسبة إلى من يشاهد الشمس عند طلوعها، فلو شاهد الشيطان لرآه منتصبا عندها”.[17]

فالحمد لله رب العالمين على نعمة الإسلام. اللهم كما هديتنا إلى الإسلام وأنجيتنا من الشرك ومن عبادة الشيطان، فثبتنا على الإسلام والإيمان، آمين.

المراجع

  1. https://www.britannica.com/topic/Star-of-David
  2. https://www.haaretz.com/jewish/holocaust-remembrance-day/2019-05-01/ty-article/the-star-of-david-isnt-just-jewish/0000017f-f049-d223-a97f-fddd8b170000
  3. https://www.smithsonianmag.com/smart-news/how-did-the-six-pointed-star-become-associated-with-judaism-180959693/
  4. https://bje.org.au/knowledge-centre/jewish-symbols/magen-david-star-of-david/
  5. https://www.umc.org/en/content/six-pointed-star
  6. https://www.sabbath.org/index.cfm/fuseaction/Audio.details/ID/3951/Six-Pointed-Occult-Symbol.htm
  7. https://www.academia.edu/11490054/THE_CURIOUS_HISTORY_OF_THE_SIX_POINTED_STAR_How_the_Magen_David_Became_the_Jewish_Symbol
  8. An idol worshipped by the Israelites: https://www.biblicalcyclopedia.com/R/remphan.html
  9. Some commentators feel that this refers to an idol: https://bibletruthpublishers.com/chiun/ljm13594. The explanation of it referring to Saturn cannot be defended.
  10. Amos is the 3rd of the 12 Old Testament Books. See: https://www.britannica.com/topic/Book-of-Amos
  11. The fifth book of the New Testament. See: https://www.britannica.com/topic/The-Acts-of-the-Apostles-New-Testament
  12. https://vikramjits.wordpress.com/2014/07/03/gods-hexagram/
  13. https://vikramjits.wordpress.com/2014/07/03/gods-hexagram/
  14. http://socioecohistory.x10host.com/2020/04/27/satanic-666-hexagram-star-of-david-the-mark-of-the-beast/
  15. https://www.bookofthrees.com/the-number-of-the-beast-666-2/
  16. Ṣaḥīḥ Muslim
  17. https://questionsonislam.com/question/sun-rises-between-two-horns-devil-what-does-hadith-mean

تابعوا المفتي عبد الله على (تويتر): @MuftiAMoolla

MuslimSkeptic Needs Your Support!
Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments