قطر ونشر الليبراليّة بين المسلمين تحت ذريعة كأس العالم

من المقرّر أن تستضيف قطر كأس العالم خلال الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر عام 2022.

لا يغرنَّك كل هذا السحر والرونق الذي يتمّ الترويج للرياضة به، إذ يرافقه أيضاً خيط من الفجور والانحراف الروحيّ؛ لذا فإنَّ الرياضة، بالنسبة للمسلمين، تُعدّ غير ذات معنى، وغالباً ما تجلب الكوارث والدمار. لكننا في هذه المقالة، لن نركّز على الإحصائيّات أو مقدار “الفوائد” والأرباح الملموسة الّتي تُحصد من وراء إقامة بطولات كرة القدم، بل سنتحدّث عن الظروف الصادمة والأوضاع غير الأخلاقيّة الّتي تقام فيها هذه البطولات.

منذ البداية، عندما حصلت قطر على حقوق استضافة كأس العالم، كانت هناك اتّهامات بالرشوة والفساد، تمّ إثباتها فيما بعد. ومع ذلك، لم تخسر قطر حقوق استضافة كأس العالم.

وبمرور الوقت منذ أن “ظفرت” قطر بحق استضافة كأس العالم بالعرض الّذي قدّمته، وُجهت إلى البلاد المزيد من الاتّهامات؛ فبرزت قضايا، مثل قضايا التغيّر المناخيّ وحقوق الإنسان والتطوّر والتقدّم، في وسائل الإعلام العالميّة، لكنّ قطر تصدّت لهذه الاتّهامات؛ وأظهرت للعالم مستوىً عالياً من “التفكير المستقبليّ” والتسامح في الردّ على هذه الادّعاءات. والآن، امتدّ هذا التسامح ليشمل تقبّل كلّ خطيئة معروفة (وغير معروفة)، وكلّ هذا في سبيل إقامة كأس العالم.

يُذكر أنَّ الرئيس التنفيذيّ لبطولة كأس العالم في قطر قد أدلى بتصريح لشبكة سكاي نيوز الإخبارية، قال فيه:

  • نرحّب بالمشجّعين الشواذ، وندعوهم للتعبير عن حبّهم ولرفع أعلام الشواذ
  • البتّ في قرار ارتداء قادة المنتخب لشارات “حبّ واحد” سيكون بيد الفيفا، مع التحذير من توجيه الفرق لأيّ “رسائل سياسيّة” .
  • سيتمّ تخصيص أماكن لاستفاقة المشجّعين الثملين

ألا ينصدم المسلم العاديّ، إيمانيّاً وفطريّاً، من رؤية مثل هذه الأمور تحدث في بلد مسلم؟ هل قرّر هذا البلد المسلم فجأة، بين عشيّة وضحاها، أنَّه سيبيح الخمور ويقبل بحقوق الشواذ؟ أم أنَّ الرياضة تُستغلّ كأداة لغرس القدرة على تقبّل كل شرّ ممكن لدى المسلم، تحت ذريعة التقدّم؟

لقد علمنا، من وضعنا الراهن، أنَّ المسلمين، كأولئك الموجودين في قطر وفي كل مكان في العالم، على أتم استعداد لفعل المستحيل لتقبّل الحداثة، والتخلّي عن كلّ ذرّة من احترام الذات والغيرة على أغلى ما يمتلكه الإنسان المسلم: الإيمان والإسلام.

لماذا استسلمت قطر للمشجّعين الشواذ وأعلامهم؟ استسلموا الآن؟ أم أنَّهم استخدموا – عمداً – استراتيجية إظهار أنَّهم قد “استسلموا”، في حين أنَّهم تبنّوا هذه الأفكار وقَبِلوا بها سراً منذ البداية، حين تقدّموا بعرضهم لاستضافة كأس العالم؟

لن نقبل أبداً، تحت أي ظرف من الظروف، بعبارة “كنَّا مضطرّين، من أجل كأس العالم” كذريعة لتقبّل الخمور وحقوق الشواذ.

وكذلك عبارة “لكن هناك لاعبين مسلمين يلعبون في كأس العالم، ونحن ندعمهم” هي مجرد ذريعة أخرى؛ فبين الحين والآخر، يتمّ دعم اللاعبين المسلمين بجميع الرياضات لخداع الغافلين والجاهلين، وجعلهم يقبلون بالأفعال الشريرة والصورة “التقدميّة” التي يُظهرها أولئك اللاعبون “المسلمون” (بزعمهم).

استسلام قطر بهذه الصورة يثبت أنَّ الدول “التقدميّة” و”المتطورة” ما هي إلا دول ديكتاتوريّة متعسّفة تجبر الآخرين قسراً على القبول بأساليبها وأفكارها. الليبراليون ينشرون الفجور دون خوف أو محاباة، في الوقت نفسه الذي يتغنّى فيه المشجّعون المسلمون بإنجازات اللاعبين؟ هل هذا منطقيّ حتّى؟ مَن الذي يحدّد ما هو “تقدميّ” أو “متطوّر”؟ إنَّ تكرار هاتين الكلمتين يبيّن لنا أنَّهما تُستخدمان بانتقائيّة، لأنَّه ما إن يقرّر المسلمون التقدّم ضمن حدود الإسلام، فجأة يتمّ نعتهم “بالتخلّف”!

كيف يمكن لاستضافة بطولة لكرة القدم أن تساعد المسلمين، الذين تنتزع منهم حقوقهم الأساسيّة كبشر بلا هوادة، في جميع أنحاء العالم؟

لا نضع ثقتنا إلا بالله سبحانه وتعالى، ونرجو منه أن يتغمّدنا بواسع رحمته، وأن ينقذ الأمّة الإسلاميّة جمعاء من حبائل كأس العالم، وأن يُبصِّرَنا جميعاً بحقيقة الرجس والفحش الذي يتمّ بثّه فينا، وأن يهبنا القدرة على اجتناب كل ما له علاقة بمثل هذه “التقدميّة”.

هوامش للاستزادة

https://www.bbc.com/sport/football/61635340

https://www.grin.com/document/431662

https://www.hrw.org/news/2022/08/23/world-cup-exciting-lucrative-and-deadly

https://apnews.com/article/soccer-sports-middle-east-international-09645ca4a5fe855f0c419c67ba4fecce

 

MuslimSkeptic Needs Your Support!
Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments