السويد تسمح للشواذ بتبني الأطفال، فما الذي يعنيه هذا بالنسبة لنا كمسلمين؟

Depressed 6 years old child crying. Dark background.

انتشرت في الآونة الأخيرة على شبكة الإنترنت، وخاصةً موقع تويتر، أخبار تفيد بأنَّ زوجين شاذين مُنحا حضانة طفلة مسلمة عمرها 5 سنوات:

مريم فتاة مسلمة تبلغ من العمر خمس سنوات، انتزعتها إدارة الخدمات الاجتماعية في السويد بالقوة من حضانة والديها، وسلّمتها لرجلين شاذين.

مع ذلك، لا يوجد دليل حتى الآن على أنَّ الطفلة تنتمي في الأصل إلى عائلة مسلمة. علاوة على ذلك، يبدو أن الزوجين تبناها من دار أيتام، وهما على اتصال بالجدة الحقيقية للطفلة. لكن الارتباك المحيط بهذه المهزلة أثار بعض النقاط المقلقة للغاية. بدايةً، لنلقِ نظرة على بعض الحقائق الثابتة: سبق أن قدم موقع MuslimSkeptic تغطية شاملة للأزمة التي يواجهها المسلمون مع إدارة الخدمات الاجتماعية في السويد. انظر:

اختطاف الأطفال بالقانون: هكذا تهاجم السويد العائلات المسلمة

[WATCH] أنتم تكذبون بشأن خطف السويد للأطفال المسلمين!

[WATCH] مسلم ناجي من السويد يحكي قصته

القصة باختصار أنَّ إدارة الخدمات الاجتماعية السويدية، وتُسمى اختصارًا “السوسيال”، تشتهر بخطف أطفال اللاجئين المسلمين وتسليمهم إلى عائلات غير مسلمة .

بلغ عدد الأطفال الذين تم انتزاعهم من أحضان والديهم عام 2014 أكثر من 32,000 طفل. تحصل العائلة الجديدة المتبناة للطفل على ما يصل إلى 23,000-46,000 دولار شهريًا. وأي شيء يشير إلى أنَّ الآباء المسلمين لا يبذلون قصارى جهدهم لتلقين أطفالهم مجموعة واسعة من القيم غير الإسلامية، يعتبر سببًا كافيًا لانتزاعهم بالقوة؛ فإمَّا الاندماج التام مع القيم العلمانية السويدية، وإمَّا خطف أطفالك، وليست لك حرية الاختيار!

الأدهى من ذلك أنَّ مجرد تأديب الطفل أو “الإضرار بنموه” (مهما كان معنى ذلك) يمنح أولئك المتنمرين سببًا لانتزاعه من أحضان والديه: مجرد ضرب الطفل ضربة خفيفة للتأديب، أو إصابته في كوعه عرضيًا أثناء اللعب، هي سبب كافي لكي يتقدم الغرباء ببلاغ ضدك لدى أولئك الأخصائيين الاجتماعيين الطغاة، وأخذ طفلك منك دون إخطارك بذلك حتى!

وسيكون من الحماقة تمامًا افتراض أن هؤلاء الأطفال يعيشون حياة آمنة وسعيدة بعد تعرضهم للاختطاف:

أشار تقرير عرضه التلفزيون السويدي – استعرض 324 حالة شملت 994 طفلاً – إلى مدى الضرر الذي يمكن أن يُلحقه السوسيال بالأطفال الذين يتم انتزاعهم من عائلاتهم. التقرير تناول بالتفصيل عدم كفاءة السوسيال وإجراءاته المعيبة، وذكر أنَّ 150 طفلاً ممن تم وضعهم في رعاية بالتبني في الفترة ما بين عامي 2016 و2018، إمَّا أصيبوا بأمراض، أو تعرضوا لحوادث خطيرة بسبب الإهمال وسوء الرعاية، أو لاقوا حتفهم.

في الواقع، هناك قضية تقشعر لها الأبدان، قام فيها أولئك المجرمين بتسليم صبي إلى عائلة، فنهش كلبها الصبي حتى قتله.

بل وتم منح الحق القانوني بتبني الأطفال في السويد للأزواج من نفس الجنس في عام 2003. ووقع أول تبني من قبل زوجين شاذين في السويد في عام 2012. والآن، بعد إعلان الزوجين الشاذين المذكورين علنًا عن الطفلين اللذين وضعتما السلطات السويدية تحت رعايتهما، دون أي رد فعل غاضب يُذكر على هذا الأمر، فإنَّ السؤال هو:

كم ستستغرق السلطات السويدية قبل أن تضع أطفال المسلمين في منازل الشواذ؟

تخيل أن يؤخذ طفل بريء من حضن أبيه وأمه الأسوياء، ويُسلّم إلى أشخاص منخرطين في سلوكيات غير سوية، بدعوى أنَّ هذا من باب الحرص على ألا يتعرض الطفل إلى أي مشاكل أثناء نموه! إنَّ هذه السياسات هي انعكاس مباشر للقيم العلمانية الليبرالية؛ لقد بلغ بهم التمادي في الانحطاط إلى حد أن أصبحت سياساتهم تعتبر المنحرفين جنسيًا رسميًا مؤهلين لرعاية الطفل أكثر من الأب والأم الحقيقيين!

“لا تُعلّم طفلك عن الله ، ففي هذا خطر شديد عليه! علّمه فخر الشواذ بدلاً من ذلك. إلَّا تفعل، نأخذه منك قسرًا ونسلّمه إلى مجتمع الشواذ!”

من المشكلات التي تُطرح عادةً في حالة تبني الأطفال من قبل زوجين شاذين قضية غياب دور الأم، الذي ليس هناك أدنى شك بأنَّه يؤدي إلى مشكلات خطيرة في النمو. فضلاً عن أنَّ الأطفال أنفسهم، بفطرتهم السليمة، لديهم نزعة قوية لحب الخير وكراهية الشر. وكما نعلم، من الحقائق التي لا يمكن إنكارها أنَّ معظم الأديان والثقافات التقليدية في جميع أنحاء العالم تعتبر السلوك الجنسي الشاذ انحرافًا شاذًا وغير طبيعيًا؛ لكن تلك الأديان والثقافات لم يعد لها مكانًا في ما يسمى بالغرب “المتسامح”.

ذات صلة: دراسة: ردود أفعال تدل على النفور والاشئمزاز من الشذوذ الجنسي

الأمر لا ينتهي عند هذا الحد، بل إنَّ مستوى أولئك الأخصائيين الاجتماعيين البغيضين يتدنى أكثر، حين ننظر إلى الجانب الأكثر ظلاميةً من تبني الأطفال من قبل الشواذ: التحرش بالأطفال.

إنَّ تهديد تعرض الأطفال للتحرش الجنسي على يد الشواذ حقيقي للغاية؛ وهو أحد الأسباب الرئيسية التي تجعل الآباء – حتى في العالم الليبرالي – يعتبرون التواصل بين الأطفال والشواذ أمرًا مقلقًا. في الواقع ، ثبت أنَّ البشر مبرمجون بيولوجيًا على النفور من السلوكيات الجنسية الشاذة.

فقد أُجريت دراسة محكمة، شملت سيناريوهات تتضمن عمل الشواذ في وظائف تجعلهم قريبين من الأطفال، على سبيل المثال: معلمين شواذ، أو طبيب أطفال شاذ؛ فكان المشاركون بالدراسة، وهم من طلبة الجامعات، معارضين لتلك السيناريوهات ونافرين منها بشدة، حتى عندما أنكروا أنَّ لديهم أي معتقدات معادية للشواذ.

إنَّ فشل العالم الليبرالي في محو النفور من مثل هذه السلوكيات، رغم كل محاولاته الحثيثة لتشجيع “الحرية” الجنسية، يثبت أنَّ هذا النفور مترسخ عميقًأ في فطرتنا. وتبقى الحقيقة غير الصحيحة سياسيًا، لكن لا يمكن إنكارها، هي أنّ احتمالية تحرش الشواذ بالأطفال أكثر من احتمالية تحرش الأسوياء بهم .

فقط انظر لهذه القضية من غاستونبري ، حيث أدين رجلين شاذين بالتحرش الجنسي بطفلين من الأطفال التسعة الذين تبنوهم. فهل التحرر الجنسي يستحق التضحية بالأطفال في سبيله؟ في الغرب، يبدو أنَّ الإجابة هي – بكل قسوة – “نعم”.

قد يأتينا شخص متصيد للأخطاء ليقول لنا إنَّ القضية التي ذكرناها أعلاه هي من المملكة المتحدة، وليست من السويد. حسنًا، ها هي قضية غريبة إلى حد مثير للقلق من السويد:

سُمح لمُغتصب أطفال مُدان بتبني طفل في السويد، رغم أنَّه سبق أن اعتدى جنسيًا على طفلة في الخامسة من عمرها.

الطفل المُتبنى المذكور هو ربيب المُغتصب، طفل مُقعد في العاشرة من عمره، فارتأت لجنة الشؤون الاجتماعية المشاركة في العملية أنَّ تسعة من الأعضاء العشرة وافقوا على هذا التبني؛ بدعوى أنَّ خطر تكرار هذا المُدان لجرائمه منخفض للغاية؛ راعِ أنَّنا نتحدث عن شخص ارتكب أكثر من 90 جريمة!

هذا ما أصبحت عليه السويد: بسبب قيمهم الليبرالية، أصبحوا يرون أنَّ تأديب الوالدين الحقيقيين لطفلهم بصفعة خفيفة يؤذي الطفل أكثر من خطفه ووضعه تحت “رعاية” مجرم مدان في نحو 100 جريمة اغتصاب أطفال؛ بل ويعتقدون جديًا أنَّ هذا سيكون أنسب لنمو الطفل النفسي.

هذه الحالات ما هي إلا امتداد للخطة الليبرالية الشاملة، فقط القِ نظرة على التعليم الليبرالي الحديث الذي يُفرض على أطفالنا: هنا أيضًا، تظل المحاولة هي ذاتها، أي إبعاد الأب والأم كمصدر للمعرفة والإلهام عن المنزل، واستبدالهما بـ “مربين” ليبراليين مفوضين من الدولة. كل هذا، والأئمة الليبراليون يتغنون بمدح الانحراف الأخلاقي العلماني، ويشجعون على اندماج الإسلام بالليبرالية، تمامًا مثلما تضغط السُلطات السويدية الفاسدة على الآباء المسلمين اللاجئين لدمج أطفالهم بالليبرالية؛ كلاهما يمتلك أيديولوجيات متشابهة إلى حد مخيف.

لو كان قادتنا مسلمين صالحين، لربما تصدوا لهذا الظلم البيّن الذي يتعرض له أخواننا وأخواتنا. لكن واقع الأمر أنَّ أغلبهم مشغول في التآمر مع الصهاينة وبذل دماء أمتنا في سبيل الثروة والسلطة. وبدلاً من بناء ملاذات آمنة كافية لأخواننا وأخواتنا المضطهدين، هم مشغولون ببناء مدن خطيئة فخمة.

لعنة الله على خاطفي الأطفال! اللهم انصِف العائلات التي لا تُحصى – من المسلمين وغير المسلمين – الذين اُنتزعت أطفالهم من أحضانهم!

ذات صلة: تحذير إلى جميع الآباء المسلمين: وباء جديد من معلمي الجنس المنحرفين بمدارس المملكة المتحدة

MuslimSkeptic Needs Your Support!
Subscribe
Notify of
guest

0 Comments
Inline Feedbacks
View all comments